أراء و مقالات

تجمع مسلمي فرنسا نشأة مشبوهة وسقوط مدوي

الحلقة الثالثة:

عودة على بدء في تشكيل معارضة قوية داخل الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا خاصة في هيئتي مجلس إدارتها ومكتبها التنفيذي والتي أصبحت بفضلها كفة الأغلبية تميل للأعضاء الجدد مع ثلة من القدامى الذين وجدوا ضالتهم في هذا التطعيم الجديد للفدرالية، فلقد تغيرت بالفعل ملامح الفدرالية إلى درجة أن بعض المتتبعين من وزارة الداخلية تنبؤوا بانفجارها من الداخل.

بعد الانفتاح الجديد للفدرالية على أعضاء جدد الذي جاء كنتيجة للضغط القوي للسفارة المغربية وكذا للأعضاء في مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المحسوبين على الفدرالية وإن لم يكونوا يتمتعون بالعضوية فيها، باتت المعارضة الجديدة تمثل قوة وبدأ محمد البشاري رئيسا غير منتخب يترقب فقط وقت الانقلاب عليه لأنه مع زمرته من المغرب الشرقي أصبحوا يشكلون أقلية وإن كان يسانده عبدالله السافري الذي كان يحاول أن يقف في المنطقة الرمادية لكن مع تشبته برئاسة محمد البشاري الذي كانت المعارضة تطمح لإزاحته بالمرة لكثرة تنطعه واستفراده بالقرار وعلاقاته المشبوهة مع مخابرات عدة دول إحداها مصر.

كان محمد البشاري يحاول خلق الحدث الإعلامي ببعض التصرفات الفردية، سواء تعلق الامر بقضايا دولية أو وطنية، مثلا عندما أقدم على تقبيل يد رئيس جبهة الإنقاذ الجزائرية  عباسي مدني رحمه الله والذي اعتبره مسؤولو مسجد باريس استفزازا لهم خاصة وأنهم يحملونه مسؤولية العشرية السوداء، أو تنصيب نفسه كعضو دائم في مؤسسة الاعمال الخيرية للمسلمين، كل هذا اعتبرته المعارضة ذات الأغلبية داخل مجلس الإدارة شططا في استعمال منصب الرئاسة وبل وطلبت، أي المعارضة،  أن يبث مجلس الإدارة في كل تحركات الرئيس المتناقضة لتجميد عضويته ثم الإطاحة به.

وبعد علم المسؤول الاجتماعي بالسفارة المغربية بعلم ما كانت تنوي المعارضة فعله، استدعي لجلسة استماع  المنسق للانقلاب على محمد البشاري و أحد المحرضين ضده من أجل إبلاغه بالعدول عن عملية الانقلاب وثنيته عن ذلك تحت ذريعة أن الظرفية غير ملائمة والاستعدادات لانتخابات 2005 كانت على قدم وساق، بل وتعدى الأمر أن وجه المسؤول الاجتماعي إنذارا وكأن التريث كان قرارا من الجهات العليا في الرباط، لكن رغم ذلك لم تستجب المعارضة لإملاءات المسؤول الاجتماعي لأنه ظهر بما لاشك فيه أن الاستدعاء ما هو نوع من قبيل محاولة احتواء الموقف حتى يبقى الملف بيد موظفي السفارة المغربية.

يذكر أن أنور اكبيبش الذي كان يترصد الاخبار حول الفدرالية   كان قد التقى في نفس اليوم، في جلسة وجبة بيتزا أدى ثمنها مشكورا توفيق السبتي، مع المنسق للانقلاب رفقة كل من توفيق السبتي ومحمد بنرزوق ليطلعوا على تقرير الجلسة، والشاهد في الحدث أن أنور اكبيبش كانت له سابق معلومات حول موقف السفارة رغبة المعارضة في طرد محمد البشاري وكانت له أجندته الخاصة لهذا عقب بالقول على لقاء السفارة أن هذه الأخيرة تريد التغيير بأجندتها الخاصة وعلى طريقتها

مر اجتماع مجلس الإدارة في ظروف عصيبة حيث بلغت حدة النقاشات مستوى لم يعهد من قبل تباينت خلاله الآراء والمواقف حيث اكتمل المشهد وظهر انقسام مجلس الإدارة لأول مرة إلى قسمين: قسم أقلية يريد العمل مع محمد البشاري كرئيس وهم عناصر كلهم من الجهة الشرقية للمغرب يصطف معهم عند الحسم بقرار عبدالله السافري الذي كان يخرج من منطقته الرمادية في المداولات  وقسم يقوده عبدالرحيم البركاوي ويمثل أغلبية والذي كان يسعى إلى تقزيم دور البشاري بل وعزله بسبب كثرة التراكمات والانتهاكات المتعددة غير القانونية بل علاقاته المشبوهة مع بعض دول الخليج وأخص بالذكر دولة قطر.

دخول محمد أمين الشعيبي  (مول الشكارة) على الخط

خلال مؤتمر كانت نظمته السفارة المغربية بمناسبة الاستعداد للانتخابات الأولى للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية حضره وزير الداخلية الفرنسية نيكولا ساركوزي وكذلك وزير الأوقاف المغربي أحمد التوفيق، الذي التقينا به نحن ثلاثة أشخاص بتنسيق من محمد البشاري ليلة المؤتمر، كنا نريد دعما من الوزارة لفترة ما بعد الانتخابات وتنظيم صفوف المغاربة في فرنسا، الوزير الذي أبدى تعاطفا طلب منا مشروعا مكتوبا يقدم على وجه السرعة نوضح فيه أهدافنا على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وبالمناسبة أخبرنا بأن الوزارة تفكر في ترتيب الشأن الديني لمغاربة أوروبا وسيشرف على هذا المشروع أحد طلابه الذين ” عملوا” في الميدان الجمعوي بفرنسا

في هذا اللقاء، أبدى الوزير تحفظا كبيرا على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وقال بحسرة : “أي إسلام تريده أمريكا منا ؟ أحداث سبتمبر جعلت من أمريكا جريحة والضحية سيكون الإسلام والمسلمون.” يضيف الوزير أنه حديث عهد بالوزارة وأنه لا يمكن حق القرار بل حتى بالنسبة للحضور معكم يقول : ” أُذِنَ لِي” بما يجعل المستمع يفهم أنه قد لا يبقى في منصبه وأنه مجرد وزير في انتظار مرحلة انتقالية في انتظار الشخصية الأنسب لهذه الوزارة.

تقدم محمد البشاري بمشروعه الذي اطلعنا على جانب منه، ولعدم ثقتنا به قدمنا من جانبنا مشروعا منافسا له والذي استلم مشروعنا هو السيد أمين الشعيبي الذي كان يعمل في ديوان وزير الأوقاف، ووعدنا خيرا

وعند احتدام الصراع داخل الفدرالية بين المعارضة داخل مجلس الإدارة مع أعضاء الشرق، تبين أن عملية الاحتواء التي كانت تنهجها سفارة المغرب أو بالأحرى المسؤول الاجتماعي بها باءت بالفشل، مما استدعى تدخل جهات عليا لكن هذه المرة بالرباط، حينها اتصل بنا أمين الشعيبي من أجل طرح وجهة نظرنا وبعدها بأسبوع استدعي أصدقاء البشاري، لنتلقى تعليمات بالعمل على إنجاح عملية الانتخابات وسيكون المنسق بين العاملين على الأرض والوزارة محمد أمين الشعيبي.

وهكذا تم إنشاء لجنة ضمت خمسة أفراد كان يرأسها عبدالله بوصوف تولت الإشراف الميداني على الانتخابات، حيث انتقلت إلى الكثير من الجهات بفرنسا  من أجل دعم المرشحين المحليين وكذلك من أجل الإعلان عن عمل جديد لمغاربة فرنسا خاصة وذلك بتنظيمهم تحت فدرالية موحدة  تجمع الشتات وتستشرف المستقبل.  عبدالله بوصوف كان هو المرشح من طرف الوزير ليكون البديل لمحمد البشاري والذي اجتمع حوله تقريبا كل الفاعلين ليساندوه في هذه المهمة، أقول تقريبا لأنه كان عليه اعتراض سيتضح فيما بعد، فإذا كان محمد أمين الشعيبي قد أعلن أنه تحت تصرفه غلافا ماليا بقدر ستمائة ألف يورو من أجل إنجاح الانتخابات والإطاحة بمحمد البشاري فإن البديل الرسمي الذي ما فتأ يردده ويكرره على مسامعنا هو رغبة الوزير في أن يتقلد  الأمور بفرنسا عبدالله بوصوف…..

يتبع

عبدالله أبو صوف الكبش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى