
الحلقة الثالثة
لا زلنا مع تداعيات كشف الغطاء عن الجاسوس الريفي محمد .ب الذي قامت به أسبوعية لوبوان الفرنسية حيث مسحت به الأرض ولعنت ” أبو سلسفيل لِّنَفَضُو ” كما يقول المشارقة وأظهرت للمختصين والعوام على السواء أن كثرة القفز أو بالأحرى بالتعبير الدارجي “التنقاز” مصيره المساءلة القضائية أو الإقامة الجبرية من نوع فريد. ومعنى أن تكون مطلوبا لبلد أوربي يفضي بك الأمر أن تصبح مطلوبا من الشرطة الدولية إنتيربول. ونتيجة ذلك تقليص حريتك داخل حدود المغرب مما يشكل ذلك نهاية الاستفادة من امتيازات الأسفار والتنقل ومكافآت السفر خارج حدود المملكة. (كما يسميه محمد .ب بالبينكة) وفي ذلك عبرة وعظة بل ودروس وجب أن تلقن للعاملين في جمع المعلومات والوثائق والمستندات.
في عالم الجاسوسية المثالية، هناك مبادئ لابد من الالتزام بها ومنها التحلي بالأخلاق الحسنة إذ أن الجاسوس المثالي لا ينغمس في ما هو فساد أخلاقي بكل أنواعه من عهر وخمر وحب المال واستغلال المنصب والنفوذ لمصلحته أو لذويه، بل عوض ذلك تراه نبيلا في أخلاقه شديد الحيطة والحذر، يؤمن بفكر ديني أو سياسي أو اجتماعي يصعب على خصوم وطنه تجنيده رغم كل المغريات.
وإذا أردنا أن نضع محمد .ب في لباس الجاسوس المثالي فلن يسعه البتة، فمحمدنا بعيد عن المثالية وأخطر ما فيه ضغينته وما يترتب على ذلك من نتائج سلبية على الوطن، خصومتك معه يحولها إلى خصومة لك مع وطنك الأم، فهو لا يعرف الفرق بين الشخصي والوطني أي معرفة مبدأ القطيعة بين علاقة مواطن بموظف وعلاقة مواطن بوطنه، لهذا تراه يضع مصالحه الشخصية مصالحاً عليا للوطن وعليك الإذعان له وإلا انتقم منك ويعينه في ذلك ويملي عليه المكيافيلي ولي نعمته الذي اعتلى عرش مجلس المغاربة المقيمين بالخارج فجعل من المجلس مملكة داخل المملكة، تخدم أجندته وشخصه : إنه صاحب الضغينة الريفية الكلاعية عبدالله بوصوف…
في سنة 2004 ونحن بصدد الاعداد لانتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية في إطار التنسيق مع وزارة الأوقاف تعرف المشرفون على هذه الانتخابات بشاب من لادجيد إسمه الورزازي، كان ذلك الشاب جد مهذب ومتزن في تصرفاته، تسأله فيجبك بابتسامة أي أنه شديد الحذر ، والقليل من كلامه كان عبارة عن ملاحظات ونصائح يستعمل فيها الدقة دون إطناب أو استطراد، هذا الشاب لطالما تحامل عليه عبدالله بوصوف واصفا إياه بأنه عسكري (هذه تهمة بوصفية محضة تستوجب الاقصاء) وليس مدني وفجأة ظهر دون سابق إنذار محمد .ب لينصحنا عبدالله بوصوف أنه علينا التعامل معه على اعتبار أنه مدني، وأنه عضو في الديوان !!! وهذا النوع من الكذب والتدليس تبين بانكشاف رسالة محمد .ب وهو يقدم ترشيحه الانضمام إلى الديوان، وهنا تبين أن محمد .ب وعبدالله بوصوف يزكي بعضها البعض ولو بالكذب في اعتلاء السلم وطلب المسؤوليات … أما الشاب الوسيم الورزازي، وكأن دسيسة أو وشاية ظالمة أبعدته عن الأنظار فاختفى أثره ولم يعد له دور يذكر في ملف ترتيب الشأن الديني لمغاربة المهجر.
وهكذا بقي لوحده محمد .ب يتابع باسم المديرية العامة ترتيب الشأن الديني لمغاربة أوروبا حيث كنا بصدد خلق مجموعة من الفدراليات بها. وبالضبط في نهاية 2005 بدأ محمد .ب بالتقرب إلينا شيئا فشيئا. بدأ استعطفنا (وكلمة استعطاف قليلة في وصف ما كان يقوم به محمد .ب) وإغراءنا كذلك بإلحاقنا بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج وكان يصر أيما إصرار أن نعمل سويا مع عبدالله بوصوف ونكون له عضدا لأنه هو الأنسب ليخلف محمد .البشاري رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا التي نسفت من الداخل ليحل محلها تجمع مسلمي فرنسا وكلتا المؤسستان كانتا قريبتين من السلطات المغربية.
تعرفت شخصيا على عبدالله بوصوف في الجمع التأسيسي الأول للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، كان السفير أبو أيوب قد تحدث عنه من ذي قبل في جلسات عديدة يذكر مناقبه ومؤهلاته وكأنه كان يمهد الطريق له، بأمر من جهة ما، من أجل استبدال محمد البشاري الذي كان ضده شبه إجماع إذ أنه غَيَّرَ وبدَّلَ قانون الفدرالية على مقاسه ليبقى على رأسها أبد الآبدين وكان شبيه محمد .ب في عشوائيته (من تنقاز وتحنقيز)
ليلة الجمع العام التأسيسي سنة 2003 كانت ليلة 3 ماي، دبر خلالها عبدالله بوصوف مؤامرة ضد محمد البشاري لأزحاته من أن يكون المتحدث باسم اللوائح المغربية في جلسات الجمع العام المذكور وعند ساعة المواجهة في اليوم التالي كان أول المرتدين على القرار المبيت هو السيد عبدالله بوصوف !!! سجل عليه الانقلابيون خذلانه إن لم نقل خيانته، وبقيت الحسرة عند الكثير منهم إذ لم يستسيغوا توريطهم ضد الغلام المدلل لدى المدير العام القديم.
في سنة 2004 واستعدادا لخوض الانتخابات للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، تفاجئنا بمبعوث وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية كعراب جديد للسيد بوصوف يخبرنا أنه وقع الإختيار على عبدالله بوصوف ليقود اللجنة التي ستقوم بالدعاية والدفاع عن اللوائح المغربية في انتخابات 2005 وهنا أذكر أن البعض أبدى تحفظه القوي على هذا الاختيار وذلك بسبب خذلانه في أول جمعية عامة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سنة 2003.
أعطانا مبعوث وزير الأوقاف من الضمانات ما جعلنا ننخرط في العمل مع عبدالله بوصوف الذي وبكل صدق ساهم بقدر كبير في إنجاح عملية الانتخابات وأصبح هو قائد السرب حيث تكللت العملية بنجاح اللوائح المغربية على باقي الفدراليات المساهمة خاصة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
بعدها لاحظنا كيف أن عبدالله بوصوف بدأ يختار محيطا له من تلك الوجوه الجديدة التي عملت معه أو تعرف عليها إبان عملية الحملة الانتخابية، وبدأ يوزع في الوعود الكاذبة التي كان يؤكدها بالتغليظ في الأيمان في بعض الأحيان، وظهر أنه كان يتقاضى متخفيا مبلغا من مؤسسة الحسن الثاني للمقيمين بالخارج….
ملحوظة:
نزولا عند رغبة القراء الذين طلبوا مني عدم الاطالة سأكتفي بهذا القدر على أمل المتابعة في حلقات قادمة لنفك شيفرة محمد.ب وعبدالله بوصوف والحاج الش في تشردم وتشتيت الجالية المغربية بفرنسا وأوروبا.
أبو عبدالله بوريش وصوف