رسالة مؤازرة من فريد الزياني إلى زميله إدريس فرحان
هل هي قضية ابتزاز تدخل فيها الدرك الإيطالي بانزال مهيب ولم تكن الأولى من نوعها فهي بذلك واحدة ضمن العشرات من قضايا الابتزاز كان ضحيتها مجموعة من الناس إلا أن هذه المرة كانت القشة التي قسمت ظهر البعير ؟
أما أنها قضية نصب فخ من أجل قتل شخصية، نسجتها غرف المخابرات المظلمة وكان مهندسها من هو يدها الصغرى بمدينة ابريشيا ؟
أن تكون متفقا أو غير متفق مع الصحافي إدريس فرحان فالحقيقة أنه صاحب موقع يقدم باقة أخبار استقصائية تؤثر داخل أوروبا وخارجها. نعم أهل مكة أدرى بشعابها بخصوص سمعته وتعامله مع المهاجرين لكن يلاحظ أن للصحافي إدريس مجموعة من المناوئين داخل إيطاليا لم يقدموا لحد هذه الساعة أدنى دليل على ادعائهم بالرغم من كون البعض يزعم أن له دعوى قضائية بثت فيها المحكمة ولم يصرح بالحكم فيها بعد، فأين دلائل هذه الدعوة مثلا لأن نشرها جدير أن يطلع عليها الجمهور.
في هذا الموضوع الشائك وجب الحيطة والحذر فالبينة على المدعي، والقاضي لا يحكم بعلمه بل بالقرائن والدلائل الموجودة في الملف القضائي.
الصحافي إدريس فرحان بِكَمِّ وجوهر ما كتبه بخصوص بعض الملفات الحساسة كان في مرمى حجر غرف المخابرات المظلمة بمكر سيئ قد يكون له نصيب أمر واقع أو أمر مفتعل، وينصب له فخ من أجل الإيقاع به، وهذا جد وارد وهو ما لا يستسيغه المُتَّهِمُونُ له، وإن كنا نحن في موقعنا لا ننفي ولا نثبت ادعائهم.
نحن في موقعنا نقف موقف الحياد في هذه القضية وعلى مسافة متساوية مع الجميع، والكيس الفطن هو الذي لا يستعجل الأحكام ويصبح قاضيا يصدر أحكام قيمة كما يتشدق البعض أن فلانا مجرم، في حين القاضي الإيطالي الذي بين يديه أقوال الجميع في محاضر وكذلك الأدلة والأدلة المضادة لم يصدر حكمه بعد !!!
توصلنا برسالة مؤازرة للصحافي إدريس على موقعنا وننشرها لأننا نعتبر أن أي متهم هو بريئ حتى تثبت إدانته:
وإليكم نص الرسالة:
إلى الزميل المناضل الكبير الصحفي الاستقصائي فرحان إدريس رمز أحرار مغاربة العالم وصوت رجال الشرطة والمظلومين داخل أرض الوطن …
صديقي الغالي والعزيز، لقد انتظرت يوم الخميس بالذات الذي يصادف أسبوع على نشر خبر إعتقالك الذي تناقلته المواقع الإلكترونية الصفراء داخل المغرب وخارجه التي وصفتك بأبشع الأوصاف ونعتتك بما لا يطيق للسان ذكره… وخرج اليوتوبرز بإيطاليا والمغرب المعروفين أنهم مقربين من لادجيد أو الممولين من طرف برلماني مدينة فاس، رشيد الفايق وخديجة الحجوبي يصرخون على اليوتوب والفيس بوك محتفلين بهذا التوقيف الذي دام 48 ساعة، لأن القضاء الإيطالي شامخ وعادل نزيه ومستقل يعطي لكل مواطن الدفاع عن نفسه في قاعات المحكمة مهما كانت الجريمة موضوع الإعتقال .. هؤلاء اليوتوبرز تراهم يرقصون فرحا كأنه ألقي القبض على إبراهيم الغالي زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية أو على زعيم تنظيم القاعدة أو داعش…..هذا الصراخ والسب والقذف في حقك الذي طال حتى والديك المتوفين رحمة الله عليهم ..من أجل أن يرفعوا نسبة المشاهدة على اليوتوب و يحصلوا في آخر آلاف الدراهم أو من أجل إرضاء برلمانيي جهة فاس الذين دفعوا لهؤلاء بسخاء…ومن المفارقات العجيبة هي الفرحة والبهجة التي سادت في مدينة فاس الحفلات التي أقيمت بالمناسبة، بداية من البرلماني والمنسق الإقليمي عن التجمع الوطني للأحرار ورئيس جماعة اولاد الطيب، والبرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة خديجة الحجوبي …وظهرت المواقع الإلكترونية المأجورة كفاس نيوز في شخص أحد المشرفين على الموقع وداد مقالات قدحية …هؤلاء الذين سبقت أن نشرت عنهم تحقيقات ميدانية عن فسادهم السياسي والأخلاقي….وما الإخبار الرائجة مؤخرا بأن زعيم التجمع الوطني للأحرار رئيس الحكومة عزيز أخنوش أرسل موفد رسمي للبرلماني رشيد الفايق يبلغه بالقيادة المركزية بعدم تزكيتها له من أجل الترشح مرة أخرى على رأس التنسيقية الإقليمية في المؤتمر الإقليمي للحزب الذي سيجرى في شهر يناير المقبل من سنة 2022….. وذلك بسبب العواقب الكارثية التي أحدثها فيديو التشبه بالطقوس الملكية ….وخروج أولى التحقيقات الميدانية للمفتشية العامة لوزارة الداخلية التي أرسلتها للجماعة القروية اولاد الطيب.
فيما يتعلق بالاختلالات الكبيرة في مجال التعمير ومنح رخص الماء والكهرباء وكثرة البناء العشوائي …دخول الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الخط يوحي بمفاجآت كبيرة في الأسابيع المقبلة….. يكفيك فخرا، أنك كنت صاحب مبادرة كسر الصمت الإعلامي الذي كان سائدا بجهة فاس… وكنت النار الوقود الذي أشعلت نار الاحتجاجات الشعبية بجماعة اولاد الطيب. تغطيتك الإعلامية للوضع الأمني والقضائي بكل جرأة واحترافية ومهنية عالية وشجاعة منقطعة النظير لم يتطرق له أحد من قبلك …لقد أحدثت بمقالات
بتحقيقاتك اليومية عن ما يحدث في العاصمة العلمية زلزالا أمنيا وقضائيا غير مسبوق …يكفيك فخرا، أيها المناضل الكبير أن ما كنت تنشره في موقع الشروق نيوز 24 كان يشعل الضوء الأحمر في مختلف مصالح المديرية العامة للدراسات والمستندات، لادجيد، ويدفع جنرالات الاستخباراتية الخارجية بفتح كل ملفات في كل الاتجاهات …يكفيك فخرا، أيها الرفيق أن المفتشية العامة للأمن الوطني وفروع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الديستي، كانت يفتحون على الفور تحقيقات أمنية فورية عن كل ضباط الأمن ورجال الشرطة الفاسدين الذين ذكرتهم في مقالاتك .. ويرسلون لجان تفتيش مركزية لكل المناطق والدوائر الأمنية…
يكفيك فخرا، أيها الرفيق أن المديرية العامة للأمن الوطني تأخذ على محمل الجد والتمحيص كل ما ينشر يوميا على موقع الشروق نيوز 24 بسبب دقة المعلومات عن ضباط الأمن ورجال الشرطة الفاسدين…
يكفيك فخرا، أيها الصحفي الاستقصائي الوحيد الموجود بين أوساط أفراد الجالية المغربية بالخارج الذي تحرك مقالاته اليومية كل من وزارة الشؤون الخارجية المديريات العامة الثلاث، الأمن الوطني، مراقبة التراب الوطني، والدراسات والمستندات، لادجيد …
إنه من الطبيعي، أن يتكالب عليك مستشاري لادجيد وعملاءهم بكل من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا والمغرب، لأنك فضحت تحركاتهم وأنشطتهم بدول الإقامة …
وكان من البديهي أن يتكالبوا عليك ويتحالفوا ضدك مالكي نقل الأموات بالديار الإيطالية، لأنه بمقالاتك الأخيرة جعلت البعض منهم على وشك الإفلاس المالي …لكن المفرح في قضيتك، أنك فعلا المؤثر رقم 1 بدرجة اللامحدودة في العديد من المؤسسات السيادية التي كتبت عن موظفيها وفي الحياة السياسية المحلية منها والجهوية والوطنية ولاسيما فيما يتعلق في الدفاع عن حقوق و قضايا لمغاربة العالم..
أيها الرفيق العزيز، الكل من يمتهن الصحافة الاستقصائية يعرف أن بداية الطريق الحقيقية هي الدخول للسجن في وقت من الأوقات بتهمة التحرش الجنسي أو الإتجار بالبشر والابتزاز المالي كما حدث معك ..
قضاء يومين في الاعتقال الاحتياطي، أو أسبوعا، أو شهرا بين جدران السجون هو الميدالية الذهبية على صدر أي صحفي استقصائي مناضل، والأمثلة عديدة في المغرب، والأستاذ توفيق بعشرين مؤسس ومدير نشر جريدة أخبار اليوم الذي توقفت عن الصدور بسبب الإفلاس المالي، الذي تروج أخبار عنه بأنه بدأ يدخل ويخرج في الكلام، وسليمان الريسوني، وعمر الراضي، وغيرهم من النشطاء الحقوقيين السياسيين القابعين خلف أسوار مختلف السجون المغربية ..
أيها الرفيق، أنت محظوظ دخلت 48 ساعة للسجن ابريشيا التي تتوفر كل المعايير والضمانات الأولية لحقوق الانسان الخاصة بالسجناء، من ثلاثة وجبات يومية، غرف من ثلاث أو ستة أسرة بها مطبخ ودوش وبيت الراحة، وقاعة التمارين الرياضية، مكتبة، وقاعات من أجل الدراسة وأوراش للمهن المختلفة، وموظفين يتعاملون بشكل إنساني مع المتهمين السجناء وطاقم طبي من دكاترة الممرضين يفحصون بشكل دوري كل المعتقلين..
أيها الرفيق المناضل، إنها الضريبة التي يدفعها أي صحفي استقصائي يدافع عن حقوق الشعب الذي ينتمي إليه. ويحمل على كتفيه هموم وقضايا مغاربة المهجر..
يكفيك فخرا، أنك كنت مشهورا وزادت شهرته أكثر حين تكلمت عنك كل المواقع الإلكترونية الصفراء المأجورة. عن عملية إعتقالك..
الأكيد، أنك سترجع أقوى من الأول لأن الضربة التي لا تقتل تقوي.. تحية نضالية خالصة من هولندا أيها الرفيق…
فريد الزياني..
هولندا