غير مصنف

محمد .ب جاسوس مغربي أم جاسوسٌ قومجي جهوي ريفي ؟

الحلقة الاولى

فجرت أسبوعية لوبوان الفرنسية Le Point المقربة من الجيش والأجهزة الأمنية الفرنسية غضب هذه الأخيرة بإعطاء إشارة الموافقة بالإعلام والإعلان بخصوص قضية محمد. ب وادريس. أ ونقيب الشرطة شارل د. الذي جنده الجاسوس الريفي لنقل معلومات سرية بخصوص قوائم المشتبه بهم الخطرين على الأمن الفرنسي “القائمة إس” من جواسيس وإرهابيين ومجرمين بعبور الحدود، مقابل الحصول على امتيازات ورحلات مجانية إلى المغرب. 
ولعل هذا الخروج الملحوظ لأسبوعية لوبوان بالكشف عن أسماء المتهمين في قضية حصول المخابرات المغربية لسجلات “لائحة إس” الأمنية، له دلالته الكبيرة. وهذه أول مرة التي تكشف فيها المخابرات الفرنسية عن المبحوث عنه الغائب ويأتي ذلك كاستجابة لما عممه جان كاستكس، رئيس الوزراء الفرنسي، في 11 أكتوبر الماضي، في تعليماته أن على فرنسا ان تحارب التدخل الأجنبي الذي يمارس بطريقة سرية، بل وخفية مع المسؤولين المنتخبين وصناع القرار العام الفرنسي
تعمدت الأسبوعية التضخيم من شخصية محمد .ب وخطورته حيث وجهت له اتهاما إضافيا بتدخله في شؤون المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وهذه المرة على خلفية انشاء مجلس الائمة الذي كان من المفترض أن يرَى النور من خلال هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على اعتبار أنه الممثل الشرعي والوحيد لمسلمي فرنسا.
اجتمعت ظروف عدة أدت إلى خروج أربع فدراليات ضمن الفدرالية المكونة للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، ثم أسست هيئة جديدة من أجل طرح بديل لتمثيلية جديدة بعيدا عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يرأسه محمد موساوي.
تصلب محمد موساوي في إدخال فدراليته كعضو مؤسس في المجلس فُهِمَ من طرف السلطات الفرنسية أنه في تشاور مستمر مع محمد .ب أو بالأحرى عبدالله .ب الذي يشغل منصب مخابراتي لا يستهان به من خلال مجلس الجالية للمغاربة المقيمين بالخارج. وبهذا التصلب في الموقف يريد الجاسوس الريفي ابتزاز فرنسا
ويضاف إلى هذا تأخر إنشاء المجلس الوطني للأئمة بسبب الخلافات العميقة بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والذي دعا إليه الرئيس ماكرون أدى إلى الدفع بالإشارة الواضحة التي تتهم محمد موساوي بعرقلة إنشاء المجلس.
ومن أجل تصفية الحساب مع الجاسوس الريفي محمد .ب الذي رفعت ضده قضية وتنتظره مطارات فرنسا بشغف كبير ليجعلوه تحت الحراسة النظرية ثم المحاكمة بعد ذلك، أُقحِمَ محمد .ب أنه العقل المدبر والمعرقل لأشغال المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.
محمد .ب وعبدالله .ب المخزن الصغير. لهما بطاقة إقامة فرنسية من فئة عشر سنوات.
صدق محمد موساوي بقوله أنه يتعاون مع محمد .ب كونه مسؤولا في وزارة الخارجية، وهذا الكلام هو من صميم الاعتقاد بالتقية والكذب المحمود الحلال عند معتقدي الديانة الصفوية. وجواز السفر الذي نشر لمحمد .ب ليس بالجواز الدبلوماسي عكس الجواز الذي يتمتع به رفيق دربه عبدالله .ب، بل إن محمد .ب كان مسجلا بفرنسا كمقيم مغربي ببطاقة إقامة مدتها عشر سنوات. وهناك من طالب السلطات الفرنسية بسحب بطاقة إقامته على اعتبار أنه لا يقيم بفرنسا وأنه يعمل لمؤسسة استخبارتية أجنبية.
بعد نشر جواز محمد .ب وظهور صلعته وكذلك شفته السفلى الضخمة تأكد بالملموس أن الرجل كان متبوعا في تحركاته وذلك لمعرفة شبكته بفرنسا، وكان آذانٌ لمن يتعامل معه نبذُه والابتعاد عنه، وفي نفس الوقت كان الهدف من طرح قضيته للرأي العام الفرنسي خاصة في ظرفية الدعاية الإعلامية هو تحجيم دوره بإمكانية التحريض في خلق إطار موازٍ للائمة المغاربة الذي يمكن أن ينافس الاطار الذي أُنشأَ مؤخرا. وفي هذا إشارة واضحة أن الرئيس الفرنسي تبنى الطرح الجزائري في إنشاء مجلس الائمة الأخير الذي تم تأسيسه في غضون شهر نونبر المنصرم
بعد ذلك استيقظت بعض المنابر والاقلام المأجورة والمحسوبة على شبكة الجاسوس الريفي في الطعن في مجلس الائمة وإلقاء اللوم على حزب العدالة والتنمية بفرنسا وحركته الدعوية التوحيد والإصلاح في دعم المجلس، فكان التخوين والقذف والاتهام بالاصطفاف مع محامي جبهة البوليساريو الانفصالية وعميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ، ويذكر أن فدرالية تجمع مسلمي فرنسا التي يستحوذ عليها الباجدة أصبحت جد ضعيفة بعدما رفع عنها الدعم المغربي في 2013. وخروجها من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ودخولها في الهيئة الجديدة مع مسجد باريس التابع للجزائر ما هو إلا محاولة لإعادة النظر إليها كبديل حقيقي لمحمد موساوي، وعجزه وتقيته واتحاد مساجد فرنسا الذي يرأسه منذ نشأته. بل يمكن القول كذلك أنه نوع من المناورة أو نوع من ابتزاز للسلطات المغربية لإظهار قوة ليست بالواقعية فعدد مساجد التجمع لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة. في حين، قبل 2012 ، كان يدعي أنور اكبيبش زورا أن فدراليته تجمع أكثر من خمس مائة مسجد مغربي.
البيجيديون في فرنسا ليسوا بخونة بل هم طلاب خبز من المخزن يحنون إلى الزمن الماضي حيث كانوا هم المعتمدون لدى السلطات المغربية ويريدون إرجاع الثقة إليهم حتى وإن تم ذلك بالانخراط مع كل الفرقاء المغاربة في محاولة صلح لرفع الطوق عنهم وادماجهم، ويدعمهم في ذلك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي لا تربطه أي علاقة محبة مع محمد موساوي، الوزير يستحي أن يعيد طرح بديل التجمع عوض الاتحاد، وإن كان محيطه يصرح برغبة الوزير الملحة في ذلك.

في الحلقة المقبلة سنفصل أكثر في قضية محمد .ب الذي يعلم الآن رغبة السلطات الفرنسية في مثوله أمام العدالة الفرنسية


يتبع للمزيد من التفاصيل…


أبو عبدالله بوريش وصوف

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى