
محمد بلحرش الأمني المُنْبَتُّ، لاَ أرْضًا قَطَعَ وَلاَ ظَهْرًا أبْقَى
كيف استطاع محمد بلحرش المعروف اختصارا بمحمد. ب والمصنف لدى المخابرات الفرنسية ب M118 أن يساهم بالقسط الأوفر من خلال قفزاته و”تحنقيزاته ” في تدمير علاقة صداقة بين المملكة المغربية و جمهورية فرنسا؟ كيف تجاهلت دوائر أمنية مغربية مهمة تنبيهات منذ 2008 بخصوص تحنقيزات وعنتريات السيد بلحرش الذي كل سجله الأمني هو مجرد تدريب بمصر دُفِعَ دَفْعاً من ولي نعمة، له حاجة في نفسه يريد قضاءها ليتلحق بلحرش بالديوان فيعيث الفساد في الأرض والنسل وأول من بدأ بهم كانوا من رفقته من بين صحبه من الأمنيين العاملين قبله.
وهكذا استطاع هذا المنبث أن يوهم أنه وراء عمليات مربحة للمغرب من خلال رشوى أوهم أنها عمليات مربحة للمغرب أوقعت في حبالها موظفين في فرنسا أو برلمانيين بالبرلمان الأوربي بعضهم يقبع لحدود كتابة هذه السطور في السجن، وكيف كان يلمع شخصه وعمله من خلال امتطاء أعمال الآخرين ونسبها لنفسه، وأعانه على ذلك قوم آخرون ممن هم على شاكلته من الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا، وسيأتي ذكرهم واحدا واحدا ومنهم المنافقين والمرجفين والذين في قلبهم مرض والذين لنغرين بهم واحدا واحدا ولا نترك منهم أحدا.
قد نتعمد التكلف في مقالنا حتى يطمئن به قلب صاحب العصافير المغردة، المحب للغة العربية، الذي تغاضى عن مظلوميات الكثير التي رفعت في حق السيد بلحرش حتى طغى الماء ولم تحمله جارية وجائهم الموج من كل مكان فأصبح صديق الأمس للمغرب يخرق السفينة ليغرق أهلها ويطالب ليس فقط بالمنبث بل وبرأس الربان.
إنه بحق لقلة أدب وخروج عن كل الأعراف المألوفة أن يكون مطلوبا للعدالة مدير جهاز أمني لدولة ذات سيادة كانت دوما حليفا والرجل معروف بنزاهته وجديته ولو كان غير ذلك لما بقي عشرين سنة على رأس جهاز معروف بقوته، وقوة هذا الجهاز بدأت تنهار بسبب أخطاء قاتلة أحد مرتكبيها محمد بلحرش الذي كان يعتقد نفسه أنه الدولة وأن لا شيء يمر دون إذنه.
وهكذا طاف عليها طائف المنبث فجعلها ركاما كأن لم تغن بالأمس، صاحبنا لم يقطع طريقا ليصل هدفا معينا وبنتائج ملموسة ولم يبق على ظهر دابة بحيث أنهكها من طول ما ركب ظهرها بلا فائدة.
لطالما تبجح المنبث أنه صاحب القرار في تدبير الشأن الديني لمغاربة أوربا وادعى زورا أنه يعلم جميع الجهات بفرنسا في حين كان يسأل أين كانت تقع تلك المدينة وفي أي جهة ! يحاول أن يستحوذ على أعمال الغير وينسبها لنفسه مقتفيا في ذلك أثر ولي نعمته الذي جثم على صدر مجلس الجالية حتى وإن ادعى هذا الأخير تباعده منه، فهما مرتبطان بعقود جهوية ومصالح نفعية ويعملان لمشروع باطني والمخزن في دار غفلون كما يقول الاندلسيون.
وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي تخلت عنه السلطات الفرنسية كمحاور رئيسي وتسعى اليوم لتهميشه هو الضحية الكبرى لتحنقيزات صاحبنا الذي أصبح في مهب الريح ولن تقوم له قائمة بعد اليوم بعدما أصبحت مخابرات أوربا تحسس أخباره وتجسس على معاونيه القدامى وتستنطق بعضهم، ويأتي اليوم من ينصح بعدم الكتابة حول دور محمد بلحرش في هدم كل ما بناه الجميع لأنه لم يعد مكلف بهذا الملف، والحقيقة انه لم يعد هناك ملف أصلا ، هناك فقد تشردم ، هناك جماعة نفعية على رأسها محمد موساوي الذي لا يحرك ساكنا ولن يقدر على ذلك لأن شخصيته لا تمكنه من المواجهة، وهناك جماعة البواجدة يترقبون أن ترجع إليهم القيادة لكن هيهات فقط سقطوا في كبيرة الالتحاق باصدقاء البوليزاريو ولن ينفعهم حتى وزير الاوقاف العلماني وصاحبه في الغار الذي اصبح يتحسس راسه بعد الفضيحة الكبرى التي أطاحت ببعض رؤوس الفساد بهذه الوزارة، وهناك منبوذون آخرون منذ عشر سنوات يحمدون الله انهم لم يكونوا لا من هؤلاء ومن هؤلاء غير مذبذين بين ذلك، ونحسبهم أصحاب مبادئ والله تعالى حسيبهم.
مجلس محمد موساوي الذي أخبرنا أن محمد بلحرش هو مجرد موظف بوزارة الخارجية استطاع اقناع مخابرات فرنسا بجدوى تصريحه بعد فضيحة رشوة الموظف بمطار أورلي، فانطلت على كل الأجهزة الأمنية حيلته، فصدقوه!!! فكان جزاء ذلك أن ثبتوه على رأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أصبح على جرف هار، فلا السلطات المغربية قادرة على تمويله من خلال اتحاد مساجد فرنسا الذي يستفيد منه محمد موساوي ومن مقوماته المالية مع بعض معاونيه ولا حتى الذين يريدون ان تكون تمثيلية مسلمي فرنسا بعيدة عن تدخل أي دولة قادرون هم كذلك أن يجعلوا من المجلس مجلسا مستقلا لأنه أصبح مرتع استرزاق للسيد موساوي قدس الله سره.
لطالما نبهنا من تحنقيزات المنبث الذي اصبح عوره جليا للعاكف في فرنسا والباد فكانت نتيجة تجاهل التنبيه السقوط في أزمة مع فرنسا سيكون احد عوامل انفراجها ابعاد محمد بلحرش عن جميع ملفات مغاربة أوربا وهذا أقل ثمن للانفراج، ناهيك أن حتى الأئمة الوافدين هذه السنة قد منعوا من الالتحاق بالمساجد من أجل التشفيع كنتيجة حتمية للازمة المعلنة بين المغرب وفرنسا.
التصلب المغربي في موقفه، في اعتقادي، هو نتيجة المعلومات المؤكدة عن موقف فرنسا الذي لا يميل بالاعتراف بمغربية الصحراء، والمنظار الذي وضعه المغرب ويركز عليه في السنوات الأخيرة يوحي بأنه متمسك بقرار ممحص يميز الصديق من غيره بل ليميز الخبيث من الطيب، وهذا الموقف الجديد الذي حيا فيه الكثير من المراقبين المغرب يبين أن المغرب قد استعد لجميع الاحتمالات المسقبلية خاصة من طرف فرنسا كقوة استعمارية لم تكن منصفة بعد مغادرتها شمال افريقيا بل ساهمت بقدر كبير أن تقوم الانقسامات بين أنظمة المنطقة فتصبح أكثر حدة بالتقرب تارة من نظام وتارة من آخر.